يبدأ الأطفال ببناء علاقات مع الأشخاص من حولهم منذ الولادة. ويسهم التفاعل مع الآخرين في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية مثل فهم العواطف والتحكم بالتصرفات. ومن المهم أن ندرك بعض المعالم التي من المتوقع أن تظهر عند الأطفال في المرحلة العمرية المذكورة لاحقاً. وسيساعدكم المقال على تطوير الأسس اللازمة للنمو العاطفي والاجتماعي الصحي للأطفال في المرحلة القادمة من عمرهم.

يعبر الأطفال عن مشاعرهم من خلال البكاء ويتواصلون مع ردود أفعالكم من خلال الوجه والجسم، حيث يهتم الأطفال بالأشياء التي لا تبعد عن وجوههم أكثر من 13 بوصة. ويهدأ الأطفال عندما يتلقون الاهتمام من شخص بالغ مألوف لديهم. وربما يلجأ الطفل إلى تهدئة نفسه من خلال مص اليدين والأصابع. ويبتسم الأطفال وتبدو عليهم معالم السرور كاستجابة لتفاعل اجتماعي ما، وربما يحاول الأطفال بناء تواصل بصري مع الأشخاص الذين يعتنون بهم ويبتسمون للناس من حولهم أيضاً.

يعبر الأطفال في هذا العمر عن انزعاجهم لأسباب متعددة (مثل الجوع والألم وغيرها) من خلال البكاء وفق مستويات وطرق مختلفة ويتوقفون عن البكاء عندما يرتاحون. ويبدأ الأطفال في هذا العمر بالتمييز بين الوجوه المألوفة والغريبة بالنسبة لهم ولذلك فهم يبتسمون بشكل عفوي للأشخاص المألوفين ويُظهرون الحذر تجاه الغرباء. ويلعب الأطفال بالأشياء من خلال هزها ويلوحون بأيديهم وأرجلهم للتعبير عن شعورهم بالحماس. ويستمتع الأطفال في هذا العمر بالتفاعل الاجتماعي مع الآخرين ويرغبون بممارسة ألعاب الكبار المألوفة مثل لعبة الاختباء. وربما يبكي الأطفال عندما يتوقف الشخص البالغ عن التواصل معهم ويحاول الأطفال في هذا العمر تقليد حركات وتعابير وجوه الأشخاص المحيطين بهم.

يستمتع الأطفال في هذا العمر بالنظر إلى أنفسهم في المرآة ويميزون أسماءهم. ويعبرون عن عواطفهم المختلفة بوضوح من خلال الابتسام والبكاء والإشارة. ويفضل الأطفال في هذا العمر بعض الألعاب على غيرها أو يتعلقون بالأشياء التي تمنحهم الشعور بالراحة. ويتمسك الأطفال بالأشخاص البالغين المألوفين لهم وتظهر عليهم معالم القلق عندما يبتعدون عنهم. كما تظهر عليهم أيضاً مشاعر الخجل والقلق تجاه الغرباء. ويفهم الأطفال في هذا العمر أوامركم التي تنهيهم عن القيام بشي ما أو أن الشخص الآخر غاضب منهم. ويقلد الأطفال في هذه المرحلة العمرية أصوات الآخرين وإيماءاتهم.

يتفاعل الأطفال مع الآخرين بشكل أكبر ويبدأون بإصدار الأصوات والإيماءات والحركات لجذب انتباه من حولهم. وربما يبدأون بإظهار إشارات على الاستقلال ورفض تقديم المساعدة لهم، أي أنهم سيرفضون إطاعة الأوامر – على سبيل المثال – رغم فهمهم لما تطلبونه منهم. وفي هذا العمر يصبح الأطفال قادرين على اتباع التوجيهات البسيطة، إذ يمكنهم مثلاً أن يمدوا ذراعيهم أو أرجلهم عندما يُطلب منهم ذلك من أجل ارتداء ملابسهم. ويحاولون أيضاً اختبار صبر الشخص الذي يعتني بهم من خلال رفض تناول الطعام وقد تظهر عليهم معالم الخوف في المواقف غير المألوفة.

يهتم الصغار بالأطفال الآخرين ويلعبون معهم ويتشاركون الألعاب معاً. ويمارس الأطفال في هذا العمر ألعاباً بسيطة مثل إطعام اللعبة ويرغبون بتجربة أشياء جديدة. وتظهر قدرة الأطفال على الاهتمام بالأشياء والإشارة إليها ليتمكن الآخرون من رؤيتها ويعبرون عن عواطفهم بوضوح أكبر من خلال نوبات الغضب والخوف والتعلق والتشبث. كما يبدأون بالتعرف على أنفسهم كأشخاص مستقلين ولكنهم يستمرون بتقليد الآخرين خاصة البالغين والأطفال الأكبر سناً. ويُظهر الأطفال مزيداً من الاستقلالية والتحدي في هذا العمر (مثل القيام بالتصرفات التي ينهاهم الأهل عنها).

يبدي الأطفال قلقاً وخوفاً من الآخرين من تلقاء نفسهم ويلعبون مع الأطفال الآخرين (ألعاباً تعاونية) لوقت قصير ويتناوبون أثناء اللعب أيضاً. ويتطور إدراك الأطفال في هذا العمر لفكرة التملك “هذه لي” و”هذه لهم” ويصبح بإمكانهم تمييز شخص معين واعتباره صديقاً لهم والتعامل معه بشكل مختلف. كما يصبح بإمكانهم الاهتمام بشؤونهم بأنفسهم دون الحاجة إلى مساعدة. ويستمتع الأطفال في هذا العمر بممارسة الأنشطة الروتينية وربما ينزعجون من التغييرات. ويصبح الأطفال قادرون على ارتداء وخلع ملابسهم بأنفسهم ويستمتعون بمساعدة أهلهم في الأعمال المنزلية البسيطة وتتطور قدرتهم على التعبير عن حاجتهم إلى دخول المرحاض وبالتالي يمكن للوالدين تدريبهم على استخدام المرحاض في هذا العمر.

يفضل الطفل أن يلعب مع الأطفال الآخرين على اللعب بمفرده ويمضي وقتاً طويلاً في اللعب مع أقرانه. وتتطور في هذه الفترة قدرات الطفل على التفاوض لحل المشاكل. كما تنمو القدرات الإبداعية عند الأطفال من خلال ممارسة الألعاب التي تعتمد على الخيال، إلا أن الطفل قد يخلط بين الواقع والخيال. وفي هذا العمر يصبح الطفل قادراً على التعبير عن رغباته وانزعاجه بشكل واضح.

وأخيراً، من المهم أن تدركوا بأن كل طفل ينمو بالسرعة التي تناسبه، فقد تتأخر معالم نمو أطفالكم أو تظهر في وقت مبكر. وستلاحظون أن كل طفل تتطور قدراته بشكل مختلف عن الآخر. ولذلك فمن المهم تعزيز النمو الاجتماعي والعاطفي لدى أطفالكم مع إفساح المجال لكل طفل لتنمية قدراته بالسرعة التي تناسبه. ونذكركم بأن هذه المعالم هي مجرد إرشادات وتوقعات حول النمو الاجتماعي والعاطفي لدى الأطفال.

عرض المصادر
This site is registered on wpml.org as a development site. Switch to a production site key to remove this banner.