تؤثر علاقتكم بأطفالكم على نمو قدراتهم بشكل كبير، إذ أن الطفل يتأثر منذ ولادته بكل كلمة وعاطفة ولمسة وينتبه إلى تعابير الوجه والأحاديث التي تجري أمامه وبالتالي فإن هذه الأمور قد تعزز أو تعيق النمو الاجتماعي والعاطفي للطفل. وباعتبار أن الأطفال ليسوا أفراداً مستقلين، حيث يحتاجون إلى من يعتني بهم بشكل دائم فهم يراقبون الوسط المحيط بهم باهتمام. ولذلك فإن التصرف بطريقة مناسبة بشأن أمر معين لا يقل أهمية عن التحدث إلى الطفل بهذا الشأن. إن دور القدوة في حياة الطفل أمر بالغ الأهمية، حيث تسهم في تنمية مهارات اتخاذ القرار والسلوك الاجتماعي عند الطفل.
تبدأ قدرات الأطفال بالنمو ابتداءً من لحظة الولادة!
ولا يقتصر دور الأهل على إدراك الطرق المناسبة لتنمية قدرات الطفل الاجتماعية والعاطفية فحسب، وإنما ينبغي عليهم أن ينتبهوا إلى سلوكهم العاطفي والاجتماعي كذلك. ويجب أن يحرص الأهل على تطوير إدراكهم لمشاعرهم وصفاتهم الشخصية إذ أن المشاعر والصفات الشخصية ستشكل نموذجاً يقتدي به أبناؤهم. كما يجب أن تنتبهوا إلى طريقة تعبيركم عن مشاعركم وقلقكم وتصرفاتكم وقدرتكم على اتخاذ القرارات في الظروف الصعبة ودوركم الاجتماعي. ولا يجب أن تخشوا من التعبير عن مشاعركم أمام أطفالكم، ولكن احرصوا على أن تكونوا قدوة لهم من خلال التعامل مع الظروف الصعبة بشكل صحيح. وعندما ينشب خلاف بينكم وبين أحد الأقارب – على سبيل المثال – لا تخفوا الأمر عن أطفالكم بل اشرحوا لهم كيف تعاملتم مع المشكلة وكيف تم حلها. إن الأطفال يعتبرون أهلهم قدوة لهم بطبيعة الحال ولذلك فمن المهم أن تشرحوا لهم كيف تتعاملون مع الظروف الصعبة بالشكل المناسب.
للأهل أثرٌ كبيرٌ على حياة أطفالهم منذ البداية.
وتذكروا أن للأهل أثرٌ كبيرٌ على حياة أطفالكم فأنتم تمضون معظم الوقت معهم حيث يراقبون تصرفاتكم بشكل دائم. وعلى الرغم من أهمية تقديم أنفسكم كقدوة لأطفالكم من خلال السلوك والتصرفات، ولكن تذكروا أن لكم شخصيتكم المستقلة ومشاكلكم وتصرفاتكم الخاصة. إن الحرص على تقديم نموذج للأطفال من خلال السلوك الاجتماعي والعاطفي المناسب وبناء هويتكم الخاصة بكم ينعكس على سلوك أبنائكم، فهم ينظرون إليكم على أنكم تحسنون التصرف وليس الكلام فقط.